روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | حقيقة.. العيد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > حقيقة.. العيد


  حقيقة.. العيد
     عدد مرات المشاهدة: 5139        عدد مرات الإرسال: 0

حقيقة العيد ليس العيد لمن لبس الجديد، ولمن تفاخر بالعدد والعديد، وإنما العيد لمن خاف يوم الوعيد، واتقى ذا العرش المجيد.
 
ليس العيد نغمة ووترًا، ولا مباهج فارغة، ولا مظاهر وفوضى، بل العيد شكر للمنعم واعتراف بفضله وإظهار نعمته، والمسيرة في موكب من المؤمنين إعزازًا للدين، وكبتًا لأعداء المسلمين.
 
والعيد أن يعود بعضنا على بعض بالزيارة والسلام والصفاء والحب.
 
والعيد صلة للأرحام، وبر بالوالدين، وعطف على الفقير والمسكين، ورحمة بالجار.
 
العيد عند المسلمين تتجلى فيه الأفراح الإيمانية المنضبطة بضوابط الشرع المحفوفة بسياج الأدب؛ ففي العيد المزح الوقور، والدعابة اللطيفة، والنكتة البريئة، والبسمة الحانية، والنزهة المباحة، والقصص البديع.
 
العيد يذكِّر بيوم العرض الأكبر.. جمع حاشد وألوف مؤلفة، غنى وفقير، وكبير وصغير، وأمير ومأمور، وسعيد وشقي، ومسرور ومحزون.
 
العيد يوم الجوائز، فمن صام وقام إيمانًا واحتسابًا، فبشراه بالجائزة الكبرى والفوز العظيم والثواب الجسيم.
 
ومن فجر في صيامه وتهاون في أمر ربه وتعدى حدوده، فيا ندامته ويا أسفه ويا حسرته.
 
يعود الناس من المصلى وهم فريقان: فريق مأجور مشكور، يقول الله تعالى لهم: انصرفوا مغفور لكم، فقد أرضيتموني ورضيت عنكم.
 
وفريق خاسر خائب يعود بالخيبة والخسران والأسف والحرمان.. مرَّ أحد الصالحين بقوم يلهون ويلغون يوم العيد فقال لهم: إن كنتم أحسنتم في رمضان فليس هذا شكر الإحسان، وإن كنتم أسأتم فما هكذا يفعل من أساء مع الرحمن.
 
يا أيها المسلم، تفكر فيمن صلى معك بالأعياد الماضية من الآباء والأجداد، والأحباب والأصحاب، أين هم؟ أين ذهبوا؟ أين ارتحلوا؟
 
غدًا تنال الجائزة، وغدًا تُوفَّى أجرك مكتوبًا في سجلات الأعمال، فاحرص أن يُكتب فيه خير، وانتظر عيدك الأكبر يوم تفوز إن شاء الله برضا الله وعفو الله {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
 
الكاتب: د. عائض القرني

المصدر: كتاب (ثلاثون درسًا للصائمين) للشيخ عائض القرني، بتصرف يسير